اليـوم غـَفت بغـداد على سيول من الدماء و الجثث المتفحمة و الخراب
الحصيلة الأوليـة
شهداء مغدورون
95
لغاية اللحظة/ساعة 2310
جرحى
1238
غادر 540 منهم فقط المستشفيات
اهالي الضحايا (الصورة الاولى) يبحثون عن جثث ذويهم وسط اكوام السيارات المحترقة حتى المساء
و في موقع آخر "جسر محمد القاسم " الخط السريع" يبحثون تحت الانقاض
حيث تساقطت السيارات العابرة عن الجسر المنهار و جرح اكثر من مئتين و خمسين من موظفي وزارة المالية
المجاورة في فاجعة أخرى متزامنة
الاعلام العربي و الاقليمي يمر مرور الكرام و كأن شيئا لم يكن
أو أن الذين قضوا و احترقوا أو فقدوا عزيزا أو أخا, أختا , أو زوجا أو أبنة
ببسـاطة ليسو ببشر
المئات من الابرياء سطلع عليهم شمس نهار الغد و قد تغيـرت حياتهم الى الابد , أو تحطمت
مئات الاسر و عشرات الامهات الثكالى و اليتامى سيتلمسون زوايا بيوتهم , فرش أسرة أعزائهم و حاجاتهم المتبقية بحثا عن بقايا عزيز أو أب أو حبيب غادر فجأة و دون إنذار
الذي يزعجني و يُدهشني هو مدى الاستهتار و الاستهانة بدماء الناس في العراق و كأن قتلهم هو " أمر طبيعي " كخراف العيد
بينما يعد انقلاب حافلة في أوربا أو في دول أخـرى حدثا جللا
فيما سقطت عشرات السيارات بمن فيها عن جسر تهدم قرب وزارة المالية عندما فجر "مجاهد " شاحنة يقودها طمعا في الجنـة
طبعا الجزيـرة ليست متحمسة للخبر لأن ال"أحتلال الاميركي" لم يقتل أحدا هنا و اللذين قتلوا قتلوا بهجمات إنتحارية تحرج المؤدلجين دينيا , فتراهم يطلعون علينا بتفسيرات مستمدة من "نظريـة المؤامـرة الشهيرة" لتبرء سـاحة " الجهاد و ال"جهاديين " و كأن الانتحاريين القتلة هم ألمان أو من لوكسبورغ أو من ديانة الساينتولوجي و ليسوا محسوبين على الاسلام السياسي
وسائل الاعلام الاخرى لم تعد مهتمة باخبار العراق اللتي اصبحت موضة قديمة منذ زمن
هل أصبحت ( بعض الدمـاء) رخيصة لهذة الدرجـة؟
.......
حقا لا أدري مـا أقول , الكلمات تبدو تافهة جدا
حســـبنا اللة و نـعم الوكيــل