Sunday, August 2, 2009

اسلحة السباب الشــامل

الانترنت , تلك الشبكة العجيبة , ذلك العملاق الغير مرئي , تلك الوسيلة اللتي يجتمع الاضداد على الحاجة اليها و استخدامها , احدى اكبر انجازات العصر الحديث و ,......استطيع ان ادبج الكلمات في مدح النِت حتى الغد, النت أو الشبكة (العنكبوتية( كما يسميها البعض و اكره انا ان اسميها و فانا عموما لست من المعجبين بالعناكب !

لكن الموضوع هو ليس عن مدى اهمية الانترنت في الحياة المعاصرة أو عن حجم مستخدميها و مدى تدخلها و تغلغلها في مختلف نواحي الحياة سياسة و تداولا اقتصاديا , تسلية و علما , هراءا أو نفائساً فكرية ..

وانا لن اتكلم عن دور الانترنت الخطير و تاثير الشبكة العالمية في كل شيء من أول شبكات الالعاب الى آخر احداث انتفاضة طهران الخضراء , مرورا بالبيت الابيض وصولا الى ظاهرة ال

Global warming
ولا على الاتفاق الضمني على استخدامة وعدم تحريمة لدى مشايخنا الاشاوس و تنظيمانتا الجهادية اللتي ستفتـح الارض
مشارقا ومغاربا و بلاد الكفر وتدخل الكفار الاسلام أو تُدفعهم الجزية وصولا الى فتـح باقي كواكب المجموعة الشمسية أن تيسر الأمر على طريقة"لا تنفذون إلا بسلطان"

انما قصدت ان اتكلم عن طوفان البذاءة و الشتائم اللذي تتميز بها مساحة المكتوب بالعربية على ساحة الانترنت , فعندما تتابع المواقع الاجنبية بالانكليزية او اية لغة تجيدها سواءا ان كان اختيارك اليوتيوب او المواقع الاخبارية او المنديات او الفورومز" ستلفت انتباهك ظاهرة هي ان البذاءة و السب و الشتم و الاقذع من الاقوال هي امتياز تتفرد بة المواقع العربية ومساحات التعليق فيها على وجة الخصوص ,
قد نتسائل : اليست (الميديا) الاجنبية و خصوصا الاميركية هي صاحبة النصيب الاكبر من "عبارات الشتم و السباب" ؟
أقول نعم , ولكن يجب ان نعي ان الاعلام اللاميركي يراقب بدقة ما يبث و هنالك تصنيف واضح لمعدل الاعمار اللتي تشاهد ما يبث او يباع حسب مستوى العنف او ال"عبارات المهينة " اللتي يحتويها اي مصنف اعلامي بياع او يعرض في سينما او على شاشة التلفزيون , ولهذا نتج ان الشبكات التلفزيونية الوطنية أو الناشيونال تي في يفلتر " ويغربل كل ما يعرض فيما تتاح حرية اكبر للقنوات المشفرة وقنوات الكيبل , اعتمادا على الرقابة الابوية .


نفس الامر ينطبق على المدونات الاليكترونية و المواقع و المنتديات الانجليزية , فالجميع يفكر – و يتفق ضمنا – ان هنالك اطفالا قد يقرؤون ما يكتب أو اشخاصا حساسين نحو العبارات المهينة و غير اللائقة , لذلك قلما تجد خرقا لهذا العرف و ان حصل فبرامج الرقابة و الفلترة تتكفل بة ان وقع اضافة الى الرقابة المتمثلة بالمشرفين و القائمين على المواقع والقوانيين الفيدرالية .


بالعودة للعربية و ما يكتب بها , يكفي ان تزور اليوتيوب او اي مكان لايخضع للرقابة الكافية بل و حتى الغوغل ايرث حتى تجد سيلا من الشتائم و النعوت البذيئة يقذف العرب بعضهم ببعض بها , كدول و جماعات و طوائف و احزاب و تيارات سياسية , بل و حتى قبائل ومناطق , طبعا ناهيك عن اساءات لا توصف تشمل حتى الشخصيات التاريخية و الفكرية

لن تجد احدا كالعرب خبيرا في شتم جيرانة و مخالفية في الرأي او الطائفة او الدين , يكفيك انك تختلف مناطقيا أو فكريا أو بمجرد الصفة أو العنوان عن احد المعلقين الاشاوس حتى تجد نفسك و طائفتك أو قبيلتك و قبلها بلدك و احيانا مدينتك و قد قذفت بكل ما توفرة ابجدية البذاءة


أمرٌ اصبح سُنة اليكترونية يتقاذفة كثير من مرتادي النت و يصفون فية حسابات او يستعرضون عضلات وهمية ضد خصوم سياسيين او فكريين أو مجرد آخرين مختلفين عنهم طائفيا او جغرافيأ

طبعا الطعن بالعرض – ويعتبركبيرة الكبائر في هذا الجزء من العالم اللذي يفكر من بين ساقية – سلاح لا يمل الجميع من استخدامة و تعميم صفات القدح و الذم على الآخر وبلدة و "نساء وبنات بلدة" بواسطتة , امر يوصلك احيانا الى الضحك و الاستخفاف بمدى سطحية هؤلاء و قصر عقولهم و تفكيرهم

طالما قيل " أن الشيتمة هي كلام من لا يجد في رأسة ما يقولة" فهل نحن شعوب خاوية العقل لهذة الدرجة ؟

لماذا تزدهر سنفونية البذاءة لدينا كشيعة و سنة و نواصب و روافض و معارضة لبنانية و موالاة و بدو و حضر و مصريين و سعوديين و كويتيين و سوريين و عرب و أمازييغ و مسلمين و اقباط و فلسطينيين و اردنيين وعراقيين و كويتيين؟

نحن شعوب لازالت تجد في الذم و القدح مرحا و متعة , احد معارفي اتصل بي يوما في ساعة متاخرة ليخبرني بان شريط تشات إحدى القنوات اللبنانية ( الـجرس ) قد انفلت – وكانت احداث جامعة بيروت العربية يومها محتدمة - و قال لي و هو يختنق ضحكا انة شخصيا (عبّر) عدة مسجات من العيار الثقيل و عرضت على الشاشة , ربما لانشغال الرقيب بسلامتة الشخصية (فيومها مزق الرصاص سماء بيروت في فتنة لم تتفاقم لحسن الحظ), وفترك من ترك من فنيي القناة (الهواء) مفتوحا مع بعض التسجيلات .

طبعا حولت الريموت الى القناة وحدث ولا حرج
شيء في منتهى الغرابة ,"الجماعة مهدودين هـدد" والاغرب استمتاع العديد بالمشاهدة , و ال"مشــاركة" وكاننا في حفلة شتم جماعي , حضورها سكارى بدئوا يخلغون ثيابهم تحت تأثير مخدر ال إل . أس .دي
اللذي اكتشف في الستينات و كان شهيرا بمعدلات انتحار متناولية الكبيرة

!

هل نحن اغبياء و سطحيون لهذة الدرجــة ؟


الا تكفي ترسانة من الايات مثل " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ


لردع هواة الشتائم و فرسان البذاءة ومعاركهم الدونكيشوتية؟




حتى من يدعي الفكر الحر والحداثة و ال"عصرية" (و هي بالمناسبة غير عَرق العصرية العراقي -بفتح العين- و اللذي يباع في بعض مناطق سوريـا المحاذية للحدود) , حتى هؤلاء تجدهم متسلحين بجُعَبٍ من الشتائم اللتي لا يشق لها غبار جاهزة لاطلاقها على رؤوس العـدا و المناوئين و كانهم صدام و ترسانة صواريخة الشهيرة


أم انها ببساطة مسألة أن من أمِن العقـاب أســاء الأدب؟

beep peeb

7 comments:

Anonymous said...

مايسب ويعيب الا الناقص
وبالفعل هذا مثل ينطبق على العرب
لانهم ناقصين
ومايعرفون لايتجادلون ولا يتحاورون ولا يتناقشون
ويبحثون ويبحثون في عقولهم عن فكره عن شي عن رد مقنع
بالنهايه مايلقون بهالعقول الا الفاظ ورثوها ابا عن جد
الفاظ سب وشتم
تتطاول وتتعدى حتى تصل الى ناس ماتوا قبل الف سنه
صاروا تراب
ومافيه فايده
جايتهم السبات والشتايم جايتهم
______________________

انا شخصيا جائتني تعليقات سب وشتم
واضح انها من شخص سعودي
لان اللهجه كانت نجديه قح
لايتقنها الا سعودي
وانا من هنا اكاد اقسم
ان السعوديين هم على رأس قائمة العرب اللذين يبدعون ابداع خلاق في عبارات السب والشتم والالفاظ القذره
وهذا لاجدال عليه ولهم السبق فيه
وبعدها يأتون ويقولون نحن احفاد الصحابه!!
نحن قدوتنا رسول الله!!
وماكان رسول الله لافاحشا ولامتفحشا!!!

ROAD RUNNER said...

هلا واللة ســارة

الشتيمة هي سلاح الجبناء بالاضافة الى ما ذكرت

و لتجدين اكثر الشتامين من الذكور جبناء الى حد لا يوصف

"أقول الذكور ولا اقول الرجال لان هؤلاء اشباة رجال ولارجال"


التكنووجيا المعاصرة وفرت لمثل هؤلاء المرضى فرصة الاختباء وراء المسافات ووراء كيبورداتهم

ينفسون عن العقد والامراض التي تملأ نفوسهم

أحيانا يبدو ان العجز و الكبت هو محرك هذة الامراض

انة مجتمع عاجز عن التفكير عاجز عن اللحاق بغيرة يخفي عجزة وراء ستارة التقاليد و الاعراف والدين , لكنة في الحقيقة خاوي الروح لايعرف من الدين الا مظاهر بائسة و تفاصيلا عفى عليها الزمن في ملبس او مظهر يسميها هوية دون ان تكون لدية هوية الفكر



انهة مجتمع يداري ضعفة و خوفة بالتسلط على الاضعف و كبتة سواء كان الاضعف اقلية فكر او كان الاضعف النساء المقيدات بقيود صدئة لكنها لازالت قوية

الامر لا يخص المجتمع السعودي فقط لكنة ببساطة يبدو هناك اكثر وضوحا

اما المجتمعات العربية الاخرى فهي تعيش حالة الازدواجية لذلك تجدينها تتارجح بين البداوة و الحضارة بين الانفتاح و الانغلاق و التعصب وبدرجات


طبعا , الجماعة لديكم لايكفيهم ما هم فية من أمراض بل ترينهم يسوقونها ويصدرونها لكل من يستطيعون


نعمة و نقمة ان نكون عقلاء في مدينة المجانين

اليس كذلك ســارة؟

Anonymous said...

رود رنر

انا سعيد جدا اني تعرفت على مدونتك وارائك التي اشاركك في الكثير منها. واسمح لي ان اضيف ان الانترنت هي ايضا ساحة تلاقي فكري غير محدود بالجغرافيا.

صدقني اكثر ما يزعجني في الفضاء الانترنتي العربي ليس السباب والشتم وانما السلبية في التعاطي مع الواقع .
فالكل متفق على بؤس الواقع ولكن لا احد يقترح حلولا جدية لتحسينه

فالديمقراطيين "العرب" يريدون تطبيق الديمقراطية بالمفهوم الاوروبي وكانها الترياق السحري لكل المشاكل. ولكنهم يتناسون ان الديمقراطية لم تكن غاية بحد ذاتها ولكنها نتيجة لتطور المجتمع الاوروبي. ففرنسا قبل الثورة كانت ساحة لنقاش فكري عميق بين مئات الفلاسفة والمفكرين ما ادى الى تطوير فكرة الديمقراطية فيها. اضف الى ذلك ان السيطرة الكنسية على المجتمع كانت قد ضعفت. وهذه الظروف هي ابعد ما يكون عن واقعنا الجاف فكريا والمحكوم بالوهم والخرافة وليس بالدين

التطبيق المبسط للديمقراطية على انها انتخاب لمجلس نواب كما في لبنان (بالمناسبة انا لبناني) يؤدي الى جمهورية ممسوخة حيث العصبية الطائفية هي التي تحكم وكل مواطن يختار بكل حرية من هو الاكثر تطرفا في طائفته ليمثله

من الناحية الاخرى الاسلام السياسي يقترح ايضا ترياقا سحريا لتغيير الواقع وايضا بطريقة سلبية مركزا على المظاهر كاللباس ومتناسيا الفكر ومتناسيا اننا جربناه ل 1400 عام

المشترك بين الاثنين هو التطرف والتعصب والاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة

ما يحزنني هو اني لم اسمع احدا منهم يقترح اي اقتراح لتنمية البحث العلمي والطبي (ما عدا مسرحيات الاعجاز العلمي) لا يملكون رؤيا استراتيجيا للمستقبل

لم اسمع احدا منهم يقترح ويحاول ان يقضي
على الفساد والفوضى في ادارات الدول

لم اسمع احدا يتحدث عن ظروف العمال اللانسانية او كيف تحل المشاكل الاقتصادية بشكل عملي وبخطوات واضحة

لم اسمع احدا منهم يتكلم عن الامية المستشرية

المشكلة اننا نريد التغيير ونريده سريعا وفوريا وبدون ان نعمل ونتعب من اجله

عذرا على الاطالة وانا اشكرك على المدونة الجميلة

شفيق

Anonymous said...

رود رونير
قديما قال حكماء العرب:
ومالذة العيش الا للمجانين.
وبهذا دعوه للجنون
وكنت من قبل استهجن كلامهم
لكني حاليا ادركت انه بالفعل
ومالذة العيش الا للمجانين.
وبما اني لست متلذذه بعيشي
فأظن بأني لست من طائفة المجانين وللأسف
لكن رغم ذلك
لاأكاد انطق بلساني
الا وينعتوني بالمجنونه
‏!‏!!
ولأني امس وصفت احد الشيوخ انه سخيف
تم نعتي بالفاسقه
وقبل يومين قلت لأمي ان مفتي المملكه عقله كبر عقل القراده
فقد تم وصفي بالضاله
فصرت محتاره
فماادري انا مجنونه او فاسقه او ضاله!!

فلا ادري في الحقيقه هل نعمه ام نقمه ان نعقل ونحن في دوامة الجنون
ومحاطين بالمجانين من كل جهه!

ليس لنا حل الا ان نمثل معهم ادوار المجانين
فكن انت مجنون
وسأكون انا مجنونه
ومالذة العيش الا للمجانين

اقصوصه said...

اممم

بصراحه ما اعرف شو اسبابهم

وشو احساسهم بعد

ما يتلفظون باهالالفاظ

بس اعتقد ان عندهم مشكله اكيد!

ROAD RUNNER said...
This comment has been removed by the author.
ROAD RUNNER said...

شـفيـق

أهلا و سـهلا

السلبية صفة طالما اقترنت بنمط التفكير في هذة المنطقة , احيانا تحس ان الناس تشكو حالها و تتحسر أو تسب و تشتم كنوع من اسلوب الترويح عن النفس و مجرد تنفيس عن المكبوت في داخلها و تصمت

ذلك بحد ذاتة دليل سلبية وعجز


نحن نفضل ان نكون سلبيين لانها- السلبية- اسهل الحلول

اما التطرف في كل شيء هاكاد ان اتفق معك في انة طابع و "ميزة" اخرى تكاد منطقتنا تنفرد بها

كل هذا و يتسائلون احيانا كثيرة: لماذا نحن متخلفون؟


الديمقراطية في لبنان هية ديمقراطية "ديكور" و ضرورة لابديل عنها , ديكور لانها كما قلت انت ديمقراطية طائفية لكنتونات طائفية شبه معلنة
تفتقر للعديد من المكونات الاساسية لأي ديمقراطية حقيقية

وضرورة لانة لابديل عنها لكي يبقى لبنان موحدا ولو شكليا

ولكن الديمقراطية اللبنانية- على عيوبها
هي و شقيقتها العراقية االناشئة- بارقة أمل وواحة وسط صحراء مجدبة تحيط بها


على الاقل هي اساس موجود يمكن ان يطور لكن دون ان نتوقع منها المعجزات

شكرا لمرورك الكريم___________________


ســارة عزيزتي


قَبلت دعوتكِ للجنون منذ ان عرفتكِ

لكنني عزيزتي ســارة لازلت اخشى عليكي

اخشى ان تنجرين الى معارك لاطائل منها

نعم .انا معك تماما بان التفكير ليس بجريمة

لكن بعض الدبلوماسية لاضير منه احيانا
طعا لا اقصد بان نكذب على انفسنا او نرائي, فبعد كل شيء للصبر حدود

و لكن دعينا لا ننجر الى ما لا طائل منه

هنالك وسائل أخرى غير مباشرة نستطيع بها الوصول للاخرين دون ان نصدمهم مباشرة في قناعاتهم

رغم ان الصدمة لابد منها احيانا

اقول هذا لانني لا اريد لكي ان تتعبين

بالمناسبة , لقد اوحيتِ لي بموضوع بوست جديد ســارة


..................................


أقصوصة


شكرا لمروركِ , بامناسبة مدونتكِ غاية في الذوق


أحساس من تقصدين خاوي تماما, كعقولهم

أو في احسن الاحوال يحس هؤلاء بانجاز وينفسون عن عقدهم و غيضهم


اعود فاقول الشتيمة هي كلام من لايجد كلاما في راسة ليقولة


شكرا مرة أخرى


***********************************