Road Runner of Arabia !

Sunday, January 17, 2010

مشــايخ ال كابوني

يرحم الله والديكم يا 'شيخ' نبيل العوضي ويا دكتور طارق سويدان ويا بقية رجال الدين،

أو رجال الأعمال، الذين تتزاحمون كتفاً بكتف على أبواب الفضائيات في الشهر الفضيل هذا، أرجوكم وأتوسل إليكم ألّا تدعوا هذا العام على النصارى بأن يبيدهم الله. معلش، سامحوهم هالمرة، على الأقل إلى أن يكملوا اكتشاف الخريطة الجينية التي ستساهم في علاج الأمراض بشتى أنواعها. فهم لايزالون في منتصف الطريق، وقد توصلوا إلى علاج أمراض كثيرة، منها السمنة.

ثم لو فرضنا جدلاً أن الله استجاب لدعائكم وأبادهم وفرقهم بدداً، عليّ النعمة حينئذ لن تستفيدوا من نفطكم مثقال ذرة، إلا في الحنّاء أو في علاج جرب الإبل. وطبعا أنتم منذ أن احتلت فلسطين عام 1948 تدعون على اليهود ونحن نؤمّن خلفكم كل يوم، واليهود يرزعوننا على قفانا كل يوم، حتى أصبح قفا الواحد منا كما إطار بريجستون مقاوماً للحرارة.

وبعدين يا شباب، لماذا الدعاء عليهم بالفناء؟ لماذا لا ندعو الله أن يصلح علاقاتنا معهم، وأن يساعدهم على اكتشاف علاج مرض السكري الذي أبادنا، ولاسيما أنهم قد شارفوا على الانتهاء من ذلك؟، ما هذه الغريزة الشريرة التي تتلبسكم ولا غريزة الرئيس الإفريقي عيدي أمين، آكل لحوم البشر؟... يقول: اللهم فرّق شملهم؟! طيب ليش وهُم الذين اخترعوا لنا الأدوية وآلات الزراعة وتنقية مياه البحر وكل ما يخطر على الذهن؟ أهذا رد الجميل أم هي النذالة؟ يعني تستيقظون من نومكم في أنصاص الليالي لتدعوا عليهم، 'وين إذنك يا جحا'؟ لماذا لا تستيقظون من نومكم وتتجهون إلى المختبرات والمصانع؟ أم أن السالفة هي البحث عن الأسهل، ارفع يديك وبس.

لكن، لا حول ولا قوة إلا بالله، إذا كنتم متعطشين للدماء والمقابر الجماعية، وإذا كان لابد من الدعاء على أحد بالإبادة فأرجو أن تحددوا الدولة المنكوبة. دونكم أميركا الوسطى وأميركا اللاتينية، السلفادور والهندوراس وكوستاريكا، الله الله فيهم، فهم مثلنا 'بَجَم' وعالة على الأرض، فاحرقوهم بالدعاء الله يلعنهم ويلعن ساعتهم، كي يتفرقوا بددا ويصيبهم 'الرمدا' و'الكمدا' (المد بالألف لدواعي السجع)، عليكم بهم فاحشروهم بالدعاء سدد الله رميكم.

أنا لا أعترض على الدعاء، ولا على جدواه، اعتراضي فقط على طريقة استخدامنا له، إذ لم أسمع مرة إماماً يقول: 'اللهم حبّبنا في المختبرات، اللهم واجعلنا نملأ الأرض بهجة وعمراناً، اللهم إنا أمضينا السنين في بحث حثيث عن علاج العقم فيسّر لنا اكتشاف الدواء بسرعة كي تنتفع البشرية...'. أدعيتهم في أغلبها أسلحة دمار شامل، الخالق الناطق، محرمة شرعاً ومجرّمة قانوناً. فأقل ما يدعون به على النصارى هو الشلل، هذا إذا كان لدى الإمام قليل من الذوق، بينما يؤكد النصارى والبوذيون أنهم سيقضون على الشلل قريباً، ليفرح المشلولون، من المسلمين والنصارى واليهود والهندوس والبوذيين وعبّاد النمل الأصفر.

لا أدري كيف حوّل بعض مشايخنا دين الاسلام المبني على التسامح إلى دين قصف عشوائي وحرب مدن، وكأنهم على خط النار لا على منابر المساجد، أو كأنهم ينتمون إلى مافيا آل كابوني أيام عزه في شيكاغو.

* ال كابوني :زعيم مافيا شهير في شيكاغو الثلاثينات

Saturday, October 10, 2009

تخـّلف دوت كـوم

أعزائي القراء-
أعتذر عن الغياب لكثرة انشغالي , و اشكر كل من سكلف نفسة عناء المرور بالمدونة ,مرة أخرى انقل لكم مقالةاعجبتني للدكتور يونس حّنون نشرت على موقع كتابات العراقي الشهير , أوردها هنا لانسجامها المطلق مع-سـياسـة المدونّة - أكثر منة كسلا مني
تحياتي
كتابات - د.يونس حنون
لااعتقد ان هناك من اساء الى الاسلام بقدر البعض من شيوخ وائمة الفضائيات والانترنيت
هؤلاء الذين عينوا انفسهم حملة لرايات الجهاد المايكروفوني و المدافعين عنة (قوة مِروة )* ،فاصبحت وسائل الاتصال التي يبتكرها العالم المتحضر لمنفعة بني البشر بالنسبة اليهم مجرد منصات لبث الاحقاد والتنافس لنيل جوائز اكاديمية الجهل والتخلف المختلفة كاقبح تكشيرة وازعج صراخ واكبر شعور بالدونية

وبفضل هؤلاء تحولت علاقة المسلمين بباقي البشرية الى مباريات للتهديد الفارغ وانزال اللعنات على غير المسلمين استنادا" :
اولا": الى التوكيل الذي منحه لنا رب العالمين لارسال من نشاء الى جهنم وابقاء الجنة طابو** باسمنا

ثانيا": الى الصلاحيات التي ورثناها من اجدادنا لتقسيم العالم الى بلاد كفار( وهي معظم دول العالم المتحضر) وبلاد ايمان وهي الدول التي يتمنى ثلاثة ارباع ساكنيها الهرب منها الى اراضي المجموعة الاولى تخلصا" من الجهل والمرض والفقر والفساد وثقافات كراهية الاخرين التي تعج بها دول الايمان ،ناهيكم عن الكم الهائل من النفاق الذي يملأها والذي يكفي لتاسيس الاف الاحزاب الدينية من ماركة ( ثأر الله ) و
(جند الله ) و (شفاكم الله).

قبل ايام شاهدت احد هؤلاء المشايخ يدعو الرئيس الامريكي المنتخب اوباما الى الاسلام بقوله " اوباما اسلم تسلم "...هكذا ببساطة بعد ان عين نفسه اميرا" للمؤمنين ومتحدثا" باسم امة الاسلام الموحدة القوية التي تهتز منها الدول دائمة العضوية في مجلس الامن خوفا" ....قالها بكل بجاحة مضيفا" بالحرف الواحد : " فالعز في الاسلام و الذل كل الذل في غير الاسلام " ....اي نعم شوف شلون الاوروبيين والامريكان مذلولين والعرب عايشين بعز ونعيم !! ورغم اننا نهب للولولة على ما نسميه اساءات يوجهها فرد في الدنمارك او هولندا لديننا ياتي صاحبنا فيقول بالحرف الواحد ايضا" "دين الحق هو دين الاسلام ومادون ذلك اديان مزيفة باطلة منسوخة" !!!! ...ونطالب بعد هذا بحوار الاديان .. على ماذا يتحاورون معنا ونحن نعتبر اديانهم مزيفة وباطلة؟ و طوال الدقائق التي كان هذا مخلوق يتقيأ احقاده ظلت سبابته اليمنى تصعد وتنزل محذرة متوعدة مهددة تعبيرا" عن ما سيحل باعداء امة محمد المفترضين من ويل وثبور، وبقيت تعابير وجهه العبوس طافحة بالغضب والانزعاج وكأن بواسيره هايجة عليه ....عمي ليش ما خليتلك (تحميلة) قبل ما تسجل ؟

داعية آخر لم يجد ما يثبت به نظريات التآمر على العرب والاسلام الا البيبسي كولا فيقول ان كلمة بيبسي بالانكليزية هي الاحرف الاولى -لجملة

Pay Every Penny to Save Israel !

ومعناها ادفع كل فلس لانقاذ اسرائيل...اسرائيل التي قامت دولتها عام 1948 بينما تاسست شركة البيبسي عام 1903 .. اوف شلون خبثاء اليهود يدافعون عن اسرائيل بخمسين عام قبل ان تظهر للوجود
!!!
اما الفضيحة الكبرى فكانت ذلك المجاهد الذي يخطب في اتباع حماس في فلسطين ويبشرهم وبالحرف الواحد ايضا" بقوله :" الفتوحات الدعوية والعسكرية التي ستفتح عواصم العالم باسره ...وعما قريب ان شاءالله ستفتح روما كما فتحت القسطنطينية " ......والله العظيم هذا كلامه الحرفي امام الاف المصلين ...طبعا" الجالسون امامه يهتفون الله اكبر بعد كل كرزلة يلقيها عليهم دون ان يخطر ببال احد ان يساله اين هي جيوش الفتح هذه واين تتدرب ومن سيقودها الى روما ...هل هو القذافي ام عمر البشير ام احمدي نجاد ؟ ومن اين ستتقدم الجيوش نحو هدفها ؟ هل من البحر ام من البر ؟ ومتى هذه ال(عن قريب) ؟ يعني شهرين.. سنتين... عشر سنين ؟وهل سيتم افتتاح روما بعد تحرير الجولان و القدس ام قبل ذلك ؟ثم ليش روما ؟ اليس اعداء الاسلام امريكا وبريطانيا واسرائيل ؟ ليش عايفهم كلهم وراكض ورة روما ؟ ام هي عملية مخادعة تكتيكية لمفاجئة باقي الاعداء وتحقيق المباغتة ؟ نعم هذا هو السبب على الارجح

اوجه كلامي الى الثلاثي المرح اعلاه واقول : انا عندي فلات فوت ومعفي من العسكرية فلا تحسبوا حسابي عند فتح روما ،بس ممكن تجيبولي تي شرت نادي انترميلان وية الغنائم ؟


صدق المثل العراقي-
عرب وين و طمبورة وين
قّوة مرّوة - أي شأنا أم أبينا
** الطابو
كلمة عثمانية الاصي تعني التسجيل العقاري ان انها -مسجلة- باسمنا
- المثل الوارد في نهاية المقال يستخدم للتفريق بين ضدين يخلط بينهما و بما معناه الفرق كبير بين العرب و الافارقة السود واللة اعلم

Thursday, September 3, 2009

إيران 30 عاما من الثورة: 30% من الملحدين, مقال يجب أن يقرأ!

أحـبائي
العنوان هو لمقالة قيمة رائعة اجاد صاحبها وصف احد اهم نماذج الاسلام السياسي الحاكم و التجربة الريـادية للعمامة الحاكمة في ايران اللتي فتحت شهيـة طلاب السلطة و التسلط من الاسلاميين فاصبحوا يمنون النفس بالتسيد على رقاب الناس و ممارسة دور "ظل الله على الارض" باسم الدين , الكاتب المخضرم و الرائع العفيف الاخضر يستقريء لنا مؤشرات انهيار جمهورية الملالي بلا تحامل و بعملية و علمية اصبحت كتاباتنا المتشنجة و مواقعنا الاليكترونية المتصارعة تفتقر اليها , كي لا اطيل عليكم اترككم لسطور العفيـف الاخضر
و كما نشرت على موقع الحوار المتمدّن
إيران 30 عاما من الثورة: 30% من الملحدين!
منذ الآن، على مؤرخي صعود وأفول الإسلام السياسي أن يتخذوا من إيران مختبراً لتحليل ورصد مصائر الإسلام السياسي الذي جعل من أساسيات مشروعه الديني- السياسي استئصال الحداثة الغربية من أرض الإسلام ليزرع على أنقاضها "الحداثة الإسلامية" بما هي "إعادة الخلافة والتطبيق الكامل للشريعة".الثورة الإيرانية، كأول ثورة ظافرة في تاريخ الإسلام السياسي الحديث، نموذجية في محاربتها المدروسة للحداثة. فقد هيأت جميع التدابير واتخذت جميع الاحتياطات الضرورية لاجتثاث الحداثة الغربية بسد المنافذ التي يمكن أن تتسلل منها إلى وعي الإيرانيين وأسلوب حياتهم. بما أن المؤسسة المدرسية هي وسيلة أساسية لإعادة صياغة وعي الأجيال الجديدة، فقد بادرت القيادة الإسلامية إلى إغلاقها لمدة سنتين لأسلمة المناهج والكادر المدرسي لتأثيث الوعي الجمعي بالأحكام الشرعية والرؤية الإسلامية للعالم. طردت حوالي 40 ألف مدرس وجامعي من المشكوك في ولائهم للمشروع الإسلامي، أوقفت إرسال البعثات للجامعات الغربية ومنعت الطلبة من الالتحاق بها. و"حرصاً على الفضيلة"، ألغت الاختلاط بين الجنسين في المدارس والجامعات. كما شكلت ميليشيات رجالية ونسائية لفرض السلوك الإسلامي في الشارع، وحظرت السفور : يعاقب القانون الإسلامي من "تسيء ارتداء الحجاب" بـ 15 يوماً سجناً أو75 جلدة، وفرضت على النساء اللون الأسود كحداد دائم على الأئمة، وعلى غيبة الإمام الـ 12، ورجمت حوالي ألفي امرأة…بالمثل تمت أسلمة الإعلام، هذه الجامعة بلا جدران الضرورية لإعادة صياغة الشعور واللاشعور الجمعيين. منعت الصحافة الغربية وكذلك الدِش (الأطباق اللاقطة) لمنع مشاهدة الفضائيات العالمية، وحظرت استيراد الأفلام الأجنبية….حقيقة واحدة فاتت قيادات الإسلام السياسي، سواء في السودان حيث يقضي القانون الإسلامي بالجلد على كل امرأة لا ترتدي الزي الإسلامي، أو في غزة حيث أصدرت الشهر الماضي قانوناً إسلامياً يعطي للشرطة – دائماً حرصاً على الفضيلة – الحق في "تفقد الأماكن الخاصة والعامة لمنع الاختلاط والسفور الفاضح" وعرض المناظر المثيرة للشهوات مثل العرائس البلاستيكية، وفرض الحجاب على المحاميات... أو في إيران، حيث كل تعبير حر عن غرائز الحياة يُعاقب بالسجن والجلد والرجم، هي حقيقة "روح الحقبة" التي تعلو ولا يُعلى عليها. الحداثة التي حاولوا سد منافذها بالحدود الشرعية الفتاكة، تسللت إليهم من حيث لا يحتسبون. المحامية السودانية المهددة بـ 40 جلدة رفضت عفو الرئيس السوداني عنها وهي مصرّة على حضور المحكمة بالبنطلون الذي يجرمه القانون الإسلامي ودعت السودانيين إلى مشاهدة حفلة جلدها بعد صدور الحكم عليها... مطلبها الوحيد هو إلغاء هذا القانون الإسلامي. نقابة المحامين ولجنة حقوق الإنسان والإعلاميون والمثقفون في غزة أدانوا قانون حماس الاسلامي التفتيشي. أما في إيران فحدث عن مقاومة الشريعة ولا حرج. قبل منع الاختلاط في المدارس والجامعات كان الشباب المدرسي والجامعي لا يمارس الجنس إلا بعد 3 شهور من التعارف في المتوسط. أما بعد منع الاختلاط فأصبح يمارسه منذ اللقاء الأول. في عهد الشاه كان معدل البغاء في إيران أقل بكثير من المعدلات العالمية. أما بعد فرض الحدود الشرعية العتيقة فقد تحولت إيران، بشهادة صحافتها، إلى ماخور بلا جدران تُمارس فيه كل ألوان "الرذيلة" تحت سمع وبصر ميلشيات "الفضيلة"! يرفض سائقو التاكسي التوقف لنقل رجال الدين، ومنذ السنوات 1990 لم يعد اسما علي والحسين شائعين بين المواليد الجدد. فقد عُوضا باسمين وثنيين : داريوش [اسم لملوك الأسرة الإخمينية] وأراش [البطل الأسطوري الذي رسم حدود إيران بأربع حجرات رماها في الاتجاهات الأربعة]. محاربة لهذه العودة إلى الأسماء ما قبل الإسلامية، أصدرت الجمهورية الإسلامية قانوناً يمنع تسجيل الأسماء غير الإسلامية! تركت غالبية المؤمنين خاصة في المدن شعائر الإسلام. الجامع الذي كان يصلى فيه، في عهد الشاه، بين 3 و5 آلاف مصل لم يعد يصلي فيه إلا 15 صلاة الصبح و25 صلاة الظهر. ولأول مرة عرفت إيران ظاهرة الجوامع والمساجد الفارغة من المصلين. سنة 2000 كشف نائب رئيس بلدية طهران، حجة الإسلام علي زم، في تقرير البلدية السنوي أن 75% من الشعب و 86% من الطلبة تركوا الصلاة. رداً على هذا الترك الجماعي لـ"عماد الدين" رصدت الجمهورية الإسلامية شهر أكتوبر من كل عام للحث على الصلاة. في ختام ولايته، اعترف الرئيس خاتمي للسفير الألماني بأن نسبة من يصومون رمضان هي 2% فقط وكانت في عهد الشاه أكثر من 80%. في مارس الماضي، أجرت المستشرقة الفرنسية ، مارتين غوزلان، تحقيقاً عن الثورة الإسلامية نشرته الأسبوعية الفرنسية "ماريان" عنوانه الفرعي "30 عاماً من الثورة الإسلامية: 30% من الملحدين"! النسبة هائلة في مجتمع إسلامي شبه تقليدي خاصة، إذا علمنا أن 25% فقط من الأوربيين يقولون أنهم لا دين لهم و6% فقط يقولون أنهم "ملحدون مقتنعون". ألا يحق لرئيس "اتحاد الملحدين بفرنسا" أن يصرخ مبتهجاً: "مرحباً بالثورة الإسلامية حتى في فرنسا" حيث نسبة الملحدين أقل بكثير منها في الجمهورية الإسلامية!فمن الذي هزم مشروع الإسلام السياسي؟ ليس قطعاً المخابرات البريطانية ولا المخابرات الأميركية بل هو "الجنرال" حداثة أبو السلاح الضارب، ثورة الاتصالات، التي قضت على قابلية المجتمعات المغلقة للحياة. الإسلام السياسي بمشروعه المضاد للحداثة، لا يملك مجتمعاً بديلاً لمجتمعه الإسلامي المغلق تعريفاً إلا إذا غير طبيعته، أي تخلى عن الشريعة بما هي الولاء والبراء أي كراهية الكفار ومن يتحالف معهم من المسلمين، و"الجهاد إلى قيام الساعة" وتطبيق للحدود الشرعية...، كما فعل حزب العدالة والتنمية التركي الذي لم يعد من الممكن سياسياً وسوسيولوجياً تصنيفه في الإسلام السياسي الذي تجاوزه بتحقيق 3 انتقالات حاسمة: انتقال من الشريعة إلى القانون الوضعي بإلغاء عقوبة الإعدام والزنا وإعطاء المسلم الحق في تغيير دينه؛ والانتقال من الجهاد، لتحرير فلسطين، إلى فاعل متحمس للسلام العربي الإسرائيلي؛ وأخيراً الانتقال من وسواس وحدة الأمة بما هي"جسد واحد" إلى بداية اعتراف واعدة بالأقليات بدءاً بالأقلية الكردية بإنشاء تليفزيون يبث بالكردية وتعليم اللغة والأدب الكرديين لأول مرة في الجامعة. وهكذا انتقل حزب أوردوغان من الإسلام السياسي، المتموقع في أقصى يمين المسرح السياسي، إلى وسط اليمين، الوحيد المقبول اليوم سياسياً. مثلما انتقلت أنظمة ومنظمات أقصى اليسار الأمريكية اللاتينية إلى وسط اليسار الوحيد القابل للحياة سياسياً. ومنذ الآن غدا انتقال حزب العدالة والتنمية إلي وسط اليمين مقياساً لانتقال أنظمة وتنظيمات الإسلام السياسي الأخرى إلى ذات الموقع إذا وعت ضرورة إنقاذ نفسها من السقوط بحروب داخلية أوخارجية أو بقائها كتنظيمات على الهامش.ثورة الاتصالات تحمل لشباب ونساء مجتمعات الإسلام السياسي المغلقة تثقيفاً ذاتياً مضاداً للثقافة الشرعية المفروضة عليهم، وإعلاماً مضاداً للإعلام الإسلامي الرسمي الفاقد للمصداقية. وهكذا أطاحت بالتعليم والإعلام اللذين أراد بهما الإسلام السياسي تطويع الوعي الجمعي لسيطرته الإيديولوجية. ثورة الاتصالات جعلت بكل بساطة بقاء المجتمعات المغلقة على الحداثة وتيارات العولمة استحالة في القرن الحادي والعشرين. إذ انها جعلت البشرية تعيش في بيت من زجاج لا تخفي فيه خافية عن عين قناة سي إن إن والانترنت ... ثورة الاتصالات تقدم للشعوب التي يحكمها الإسلام السياسي صورة عن الحقبة التاريخية التي تعيش فيها تختلف راديكالياً عن نظام الإسلام السياسي التي ترزح تحته : عالم النقاش الحر والمتعارض بلا محرمات، عالم علماني يتعايش فيه الفردي، الخاص والكوني في سلام، عالم النسبية والشك اللذين لا يتساكنان تحت سقف واحد مع هذيان الحقيقة المطلقة واليقين الأعمى الملازمين لفقه الإسلام السياسي، عالم الفرد، الصانع لقيمه والمقرر لمصيره في الحياة اليومية بنفسه، والمتصرف بحرية في جسده بما هو كلٌ لا انفصام له، بين جسم بشري خبيث وروح إلهي طاهر، كما هو في شرائع الإسلام السياسي؛ عالم الفرد المالك لرأسه يفكر به كيف شاء، والمالك لفرجه يستمتع به على هواه بضابط واحد وحيد: التعاقد الحر بين الراشدين الراضين. هذا المفهوم المعاصر للجسد الذي استرد وحدته واعتباره واستقلاله وقيمته كف عن كونه موضوعاً لحقوق الله، أي حدوده الشرعية البدنية، كما كف عن كونه ملكاً للعائلة أو للعشيرة أو للأمة يُعاقب بأشد العقوبات البدنية بشاعة كالجلد والرجم إذا حاول الفرد تحريره من هذه المصادرة التي تفرضها شريعة الإسلام السياسي. مفهوم الجسد المستقل والحر والفردي الذي عممته ثورة الاتصالات في العالم كله أصاب في مقتل مفهوم الجسد المصادر من ميلشيات الإسلام السياسي ونظامها الأخلاقي الشرعي المتقادم. من هنا التمرد على اللباس المفروض على المرأة في إيران والسودان وغزة؛ كما على الزواج الإجباري وعلي الجلد والرجم حتى الموت، المرادفة جميعاً في وعي البشرية المعاصرة الجمعي للعودة قروناً إلى ما قبل الحضارة. عالم الفضائيات والانترنت والمحمول والتليفون هو عالم تمازج وتلاقح القيم والعادات والثقافات والديانات مما يجعل الحدود بينها مفتوحة مثل موضة رقص المحجبات على أنغام الموسيقى الراقصة – وكل من الرقص والموسيقى محرمان شرعاً – في جامعة الأزهر، أو تناول المحجبات للخمور في مقاهي القاهرة أو تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال تبادلاً رمزياً للأدوار الذي يقض مضاجع فقهاء الإسلام السياسي؛ هو عالم التنوع الثقافي حيث تتعايش سلمياً تيارات اللامبالاة الدينية والإلحاد والتدين الانتقائي والإيمان الفردي والطقوس الوثنية التي يمارسها 56% من ساكنة العالم.ثقافة الكراهية لـ "الشيطان الأكبر" وتصدير الثورة والجهاد التي نشرها وصدّرها الإسلام السياسي الإيراني ماتت في وعي الشعب الإيراني، الذي يتطلع إلى ظهور حكومة رشيدة تقيم علاقات ودية مع دول الجوار والغرب، وتشجع الحوار والتبادل الثقافي والتجاري والتنمية الاقتصادية والاستقرار. الكراهية في إيران غيرت معسكرها فلم تعد للغرب بل غدت لحزب الله وحماس وميليشيات العراق المتهمة جميعاً بأنها "تأكل خبز الإيرانيين". مثلما أن الدعاء بالموت لم يعد لـ "أمريكا" بل لـ "الديكتاتور" أحمدي نجاد!رداً على مجتمع الإسلام السياسي الايراني المغلق الذي فرضته "حكومة الله" كما سماها الإمام خميني، ردت غالبية الإيرانيين بتحويل مساكنهم إلى مجتمعات مصغرة مفتوحة تباح فيها جميع محرمات المجتمع الإسلامي المغلق، من الكحول إلى الجنس مروراً بالرقص والموسيقي والأغاني والتبرج والأزياء والعادات الغربية التي تحرمها وتجرمها شريعة "حكومة الله"؛ وينزع النساء الحجاب والثياب السوداء التي أرغمن، تحت طائلة الجلد، على ارتدائها حداداًً على الأئمة ... ويلبسن الألوان الباسمة...يسود اليوم في الجمهورية الإسلامية مناخ علماني لم تعرفه إيران قط في أوساط الطلبة والمثقفين والنساء والطبقات الشعبية الحضرية. في جنوب طهران الفقير يرفض الناس الاستماع إلى دعاة "مجاهدي خلق" المعارضة قائلين لهم : "أنتم أيضاً متدينون مثلهم"! طلبة مدرسة قم المتخصصة في تكوين الملالي، لا يرون مستقبلاُ للجمهورية الإسلامية خارج العلمانية! كيف نفهم هذه الظاهرة المحيرة : كلما كانت الحكومة إسلامية كلما قل اهتمام المسلمين بالإسلام، فيتركون شعائره ويستخفون بمحرماته ومقدساته. بل ويضعون ثوابته موضع تساؤل وشك؟وظيفة الدين الأساسية هي أن يكون ملاذاً عندما ينسد كل ملاذ دنيوي. تحت كل راشد طفل لابدٌ تحركه رغبات الطفولة اللاهبة في الأمن الذي يؤمنه أب حام عطوف. الرب هو الرمز لهذا الأب الذي يشكو إليه الابن ضُرّه كلما عدت عليه العوادي. في ظل "حكومة الله" يفقد الله قيمته كملاذ. والفقهاء الذين غادروا المساجد إلى الإدارات والوزارات يضيعون وظيفتهم الرمزية كملاذ وتتآكل شرعيتهم الدينية. سقوط هيبتهم الروحية ينعكس سلباً على الإسلام الذي ينطقون ويفتكون باسمه. 5 سنوات بعد الثورة الإسلامية، عاد الكاتب المصري المعروف عادل جندي إلى إيران. سأل صديقه الإيراني: كيف ترى الوضع اليوم في إيران؟ أجابه: "في عهد الشاه كنا نشكو الشاه إلى الله، والآن لا ندري لمن نشكو الله" في ظل حكومة الله ! لعل هذا ما وعاه أخيراً منير شفيق، سيد قطب الإسلام السياسي المعاصر، عندما نصح قادة الإسلام السياسي بالبقاء الدائم في المعارضة تجنباً لمخاطر تولي مقاليد الحكم، فقد عاين أن ظهور الحكومة الإسلامية يتزامن مع اختفاء الملاذ الديني وانفتاح باب الخروج من الدين على مصراعيه! نداء إلى قرائيمنذ 6 شهور لم أكتب لكم إلا 3 مقالات. لماذا ؟ لأني عاجز عن الكتابة وفقري لا يسمح لي بتوظيف سكرتير. هذا المقال تطوع لكتابته الصديق د. أنور مغيث، أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان. ولست أدري من سيتطوع لكتابة المقال الرابع ولا متى؟

Wednesday, August 19, 2009

دمٌ غالٍ , دم رخيـص



اليـوم غـَفت بغـداد على سيول من الدماء و الجثث المتفحمة و الخراب








الحصيلة الأوليـة


شهداء مغدورون





95


لغاية اللحظة/ساعة 2310







جرحى





1238








غادر 540 منهم فقط المستشفيات

اهالي الضحايا (الصورة الاولى) يبحثون عن جثث ذويهم وسط اكوام السيارات المحترقة حتى المساء









و في موقع آخر "جسر محمد القاسم " الخط السريع" يبحثون تحت الانقاض







حيث تساقطت السيارات العابرة عن الجسر المنهار و جرح اكثر من مئتين و خمسين من موظفي وزارة المالية







المجاورة في فاجعة أخرى متزامنة








الاعلام العربي و الاقليمي يمر مرور الكرام و كأن شيئا لم يكن













أو أن الذين قضوا و احترقوا أو فقدوا عزيزا أو أخا, أختا , أو زوجا أو أبنة










ببسـاطة ليسو ببشر






المئات من الابرياء سطلع عليهم شمس نهار الغد و قد تغيـرت حياتهم الى الابد , أو تحطمت











مئات الاسر و عشرات الامهات الثكالى و اليتامى سيتلمسون زوايا بيوتهم , فرش أسرة أعزائهم و حاجاتهم المتبقية بحثا عن بقايا عزيز أو أب أو حبيب غادر فجأة و دون إنذار





الذي يزعجني و يُدهشني هو مدى الاستهتار و الاستهانة بدماء الناس في العراق و كأن قتلهم هو " أمر طبيعي " كخراف العيد










بينما يعد انقلاب حافلة في أوربا أو في دول أخـرى حدثا جللا



فيما سقطت عشرات السيارات بمن فيها عن جسر تهدم قرب وزارة المالية عندما فجر "مجاهد " شاحنة يقودها طمعا في الجنـة





طبعا الجزيـرة ليست متحمسة للخبر لأن ال"أحتلال الاميركي" لم يقتل أحدا هنا و اللذين قتلوا قتلوا بهجمات إنتحارية تحرج المؤدلجين دينيا , فتراهم يطلعون علينا بتفسيرات مستمدة من "نظريـة المؤامـرة الشهيرة" لتبرء سـاحة " الجهاد و ال"جهاديين " و كأن الانتحاريين القتلة هم ألمان أو من لوكسبورغ أو من ديانة الساينتولوجي و ليسوا محسوبين على الاسلام السياسي






وسائل الاعلام الاخرى لم تعد مهتمة باخبار العراق اللتي اصبحت موضة قديمة منذ زمن




هل أصبحت ( بعض الدمـاء) رخيصة لهذة الدرجـة؟















.......




حقا لا أدري مـا أقول , الكلمات تبدو تافهة جدا










حســـبنا اللة و نـعم الوكيــل





















Wednesday, August 5, 2009

المجانيـن في نعـيم

تدور احدى قصص الكاتب العربي الكبير توفيق الحكيم عن مدينة ظهر فيها نبع ماء
عذب , صافية مياهه , لكن فيه عيب واحـد

هو ان كل من يشرب مِنة يصاب بالجنون

لا يعلم الناس في البداية سبب استشراء الجنون بينهم فيستمرون في الشرب من النبع العذب واحدا فآخر

يستشري الجنون في المدينة كلها الا ملكها و نائبة لم يشربا من النبع

و بطريقة توفيق الحكيم المميزة يحكي لنا معاناة الملك مع اهل مدينة المجانين الذين انقلبت الموازين لديهم فاصبح كل ماهو خارج حدود العقل و المنطق مسالة طبيعية

تستمر الامور سجالا , فعبثا يحاول الملك ان يعيد لرعيتة عقولهم , فتبدأ غربتة عنهم تزداد و تبدأ المسافات بينة وبينهم بالاتساع , و يضن كل اهل المدينة المجانين بانهم هم العقلاء و ان ملكهم هو الذي جن

مافائدة ان أكون العاقل الوحيـد في مدينة المجانين ؟ , يتسائل الملك

بعدها يقرر هو ونائبة ان يشربا من نبع الجنون ليلحقا بالبقية , ويفعلان و تنتهي القصة

***************************


احيانا مجرد التساؤل أو انقاش في –مسَلَمات – المجتمع يعتبر جنونا

بل في احيان اخرى فان مجرد التفكير وعدم الانقياد الى قطيع المجتمع الهائم على وجهة يعتبر جنونا

فهل الافضل لنا بان نجن و نحن نفكر ؟

أو أن نرعى مع بقية القطيع حتى تجيء ساعتنا

هل إن المجانين في نعيم , كما يقولون؟

أم العكس تماما , فالعقلاء و التقليديون و المحافظون هم الذين يعيشون في راحة و انسجام مع ماحولهم
و الاخرون من اللذين يسمحون لانفسهم بالطيران خارج السرب كما يقال هم الذين يختارون ان يعيشوا في جحيم من صنع يديهم او عقولهم ؟


هل حقا ان تقبلنا للعالم من حولنا و لما نحتك بة و نراة في بيوتنا و عملنا مدارسنا وجامعاتنا و اسواقنا هو ال(راحة ) و الانسجام ؟

فان كان كذلك فلماذا يعيش كيثرون حالات مزدوجة تكاد ان تكون اقرب لانفصام الشخصية ؟



ألم يكن الثوار و المصلحون و المجددون ثوارا و مغيرين للواقع ؟

اليس الانبياء أول الثوار ؟ أو لم يتهم محمد (ص) بالجنون وقبلة كثير من الانبياء ؟

سيقال : لكن هؤلاء مبعوثون من اللة فمن أنت لتتشبة بهم؟

أرد : أوليسوا الاسوة الحسنة ؟


لماذا يكتب علينا ان نعيش في سجون فكر و ممارسات تفرض علينا و لا نختارها باسم الدين والمجتمع

لماذا الانتقائية في كل شيء , تجد التعصب و التطرف يميل لكفة العرف في مواجهة الدين في كثير من الاحيان فالمجتمعات العربية لازالت تجرم المرأة المخطئة- أو من يجرد ان يشاع بانها مخطئة- دون الرجل الخاطيء و كأنها هي اصل البلاء , بينما شـرعا ووفقا للدين الذين يقولون انهم يتبعون الاثنان سواء امام اللة

وفي محل آخر يسمح بالتفريق بين رجل وزوجتة رغما عنهما لمجرد شكوى أقرباءا قالوا بعدم التكافؤ في النسب والقبائل ! أي شريعة وأي دين يقول بذلك؟


أليس هذا خرقا سافرا و تجاوزا على الشريعة اللتي يدعون الحفاظ عليها و الدفاع عنها ؟

فان جادلت في ذلك قيل لك : العرف , السائد , المجتمع .....

هل المجتمع و رضاة ورأية أهم من شرع اللة , فأن كان كذلك لماذا تصدعون لنا رؤوسنا بالشريعة و الدفاع عنها و الخطورة اللتي تمثلها زينة المرأة و شعرها و عطرها أو دخولها الانترنت دون محرم , و احكام لبس الرجال للبنطلون و( التشبة بالكفار) أو تحريم التصوير أو السفر الى بلاد "الكفر" و سماع الموسيقى أن كنتم تعطلون ما شرع اللة حسب مزاجكم القبلي او العرفي ؟

أو ليس الاحرى بكم ان تصمتوا ؟

أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون البقرة/85


طبعا سيقال إن الايـة نزلت في بني إسرائيل ولسبب معين , لكن الا ترونها تطبق اليوم بوضوح في المجتمعات اللتي تسمي نفسها "مؤمنة" و محافظة , أم انها مجرد ازدواجية في المعايير ,

سيقال ان القرآن "حمال أوجة"

أقول لماذا إذن يتم اختيار الوجة اللذي يروق للمشايخ وال"علماء " و يتوافق مع أمزجتهم و مصالحهم و اهمها:
استعباد الناس باسم الدين ؟


سيقال : هؤلاء "علماء " و عارفـون "

اقول : و هل من العلم بشيء مخالفهم و في عدّة مناسبات الشرع الذي يقولون بة



انها التناقضات اللتي يعيشون فيها والحفر المظلمة اللتي يريدون ان يجروا العالم بأسرة اليها

انه التقليد الاعمى و الرضوخ للاستعباد هو ما يزيد هؤلاء قوة و نفوذا , هو ما يجعلهم يتحكمون بمصير أمم باكملها و ينشرون ثقافة التكفيرو التحريم و إلـغاء الآخر ولو بقتلة

أقول قولي هذا نصرة للزميل ميكي ماوس الذي اهدر البعض دمة قبل مدة

طبعا طلع مزايد آخر فقرر يطلع علينا بصرعة شرعية جديدة و هي أن يحرم أفلام الكرتون كلها وبالجملة
ومن لا يصدق ليبحث في الGoogle
أن من مآسي هذا الزمن أن نرى على شاشاتنا من يحرم حتى افلام الكرتون


بعد كل ما تقدم أتسائل : حقا من المجنون ؟

Sunday, August 2, 2009

اسلحة السباب الشــامل

الانترنت , تلك الشبكة العجيبة , ذلك العملاق الغير مرئي , تلك الوسيلة اللتي يجتمع الاضداد على الحاجة اليها و استخدامها , احدى اكبر انجازات العصر الحديث و ,......استطيع ان ادبج الكلمات في مدح النِت حتى الغد, النت أو الشبكة (العنكبوتية( كما يسميها البعض و اكره انا ان اسميها و فانا عموما لست من المعجبين بالعناكب !

لكن الموضوع هو ليس عن مدى اهمية الانترنت في الحياة المعاصرة أو عن حجم مستخدميها و مدى تدخلها و تغلغلها في مختلف نواحي الحياة سياسة و تداولا اقتصاديا , تسلية و علما , هراءا أو نفائساً فكرية ..

وانا لن اتكلم عن دور الانترنت الخطير و تاثير الشبكة العالمية في كل شيء من أول شبكات الالعاب الى آخر احداث انتفاضة طهران الخضراء , مرورا بالبيت الابيض وصولا الى ظاهرة ال

Global warming
ولا على الاتفاق الضمني على استخدامة وعدم تحريمة لدى مشايخنا الاشاوس و تنظيمانتا الجهادية اللتي ستفتـح الارض
مشارقا ومغاربا و بلاد الكفر وتدخل الكفار الاسلام أو تُدفعهم الجزية وصولا الى فتـح باقي كواكب المجموعة الشمسية أن تيسر الأمر على طريقة"لا تنفذون إلا بسلطان"

انما قصدت ان اتكلم عن طوفان البذاءة و الشتائم اللذي تتميز بها مساحة المكتوب بالعربية على ساحة الانترنت , فعندما تتابع المواقع الاجنبية بالانكليزية او اية لغة تجيدها سواءا ان كان اختيارك اليوتيوب او المواقع الاخبارية او المنديات او الفورومز" ستلفت انتباهك ظاهرة هي ان البذاءة و السب و الشتم و الاقذع من الاقوال هي امتياز تتفرد بة المواقع العربية ومساحات التعليق فيها على وجة الخصوص ,
قد نتسائل : اليست (الميديا) الاجنبية و خصوصا الاميركية هي صاحبة النصيب الاكبر من "عبارات الشتم و السباب" ؟
أقول نعم , ولكن يجب ان نعي ان الاعلام اللاميركي يراقب بدقة ما يبث و هنالك تصنيف واضح لمعدل الاعمار اللتي تشاهد ما يبث او يباع حسب مستوى العنف او ال"عبارات المهينة " اللتي يحتويها اي مصنف اعلامي بياع او يعرض في سينما او على شاشة التلفزيون , ولهذا نتج ان الشبكات التلفزيونية الوطنية أو الناشيونال تي في يفلتر " ويغربل كل ما يعرض فيما تتاح حرية اكبر للقنوات المشفرة وقنوات الكيبل , اعتمادا على الرقابة الابوية .


نفس الامر ينطبق على المدونات الاليكترونية و المواقع و المنتديات الانجليزية , فالجميع يفكر – و يتفق ضمنا – ان هنالك اطفالا قد يقرؤون ما يكتب أو اشخاصا حساسين نحو العبارات المهينة و غير اللائقة , لذلك قلما تجد خرقا لهذا العرف و ان حصل فبرامج الرقابة و الفلترة تتكفل بة ان وقع اضافة الى الرقابة المتمثلة بالمشرفين و القائمين على المواقع والقوانيين الفيدرالية .


بالعودة للعربية و ما يكتب بها , يكفي ان تزور اليوتيوب او اي مكان لايخضع للرقابة الكافية بل و حتى الغوغل ايرث حتى تجد سيلا من الشتائم و النعوت البذيئة يقذف العرب بعضهم ببعض بها , كدول و جماعات و طوائف و احزاب و تيارات سياسية , بل و حتى قبائل ومناطق , طبعا ناهيك عن اساءات لا توصف تشمل حتى الشخصيات التاريخية و الفكرية

لن تجد احدا كالعرب خبيرا في شتم جيرانة و مخالفية في الرأي او الطائفة او الدين , يكفيك انك تختلف مناطقيا أو فكريا أو بمجرد الصفة أو العنوان عن احد المعلقين الاشاوس حتى تجد نفسك و طائفتك أو قبيلتك و قبلها بلدك و احيانا مدينتك و قد قذفت بكل ما توفرة ابجدية البذاءة


أمرٌ اصبح سُنة اليكترونية يتقاذفة كثير من مرتادي النت و يصفون فية حسابات او يستعرضون عضلات وهمية ضد خصوم سياسيين او فكريين أو مجرد آخرين مختلفين عنهم طائفيا او جغرافيأ

طبعا الطعن بالعرض – ويعتبركبيرة الكبائر في هذا الجزء من العالم اللذي يفكر من بين ساقية – سلاح لا يمل الجميع من استخدامة و تعميم صفات القدح و الذم على الآخر وبلدة و "نساء وبنات بلدة" بواسطتة , امر يوصلك احيانا الى الضحك و الاستخفاف بمدى سطحية هؤلاء و قصر عقولهم و تفكيرهم

طالما قيل " أن الشيتمة هي كلام من لا يجد في رأسة ما يقولة" فهل نحن شعوب خاوية العقل لهذة الدرجة ؟

لماذا تزدهر سنفونية البذاءة لدينا كشيعة و سنة و نواصب و روافض و معارضة لبنانية و موالاة و بدو و حضر و مصريين و سعوديين و كويتيين و سوريين و عرب و أمازييغ و مسلمين و اقباط و فلسطينيين و اردنيين وعراقيين و كويتيين؟

نحن شعوب لازالت تجد في الذم و القدح مرحا و متعة , احد معارفي اتصل بي يوما في ساعة متاخرة ليخبرني بان شريط تشات إحدى القنوات اللبنانية ( الـجرس ) قد انفلت – وكانت احداث جامعة بيروت العربية يومها محتدمة - و قال لي و هو يختنق ضحكا انة شخصيا (عبّر) عدة مسجات من العيار الثقيل و عرضت على الشاشة , ربما لانشغال الرقيب بسلامتة الشخصية (فيومها مزق الرصاص سماء بيروت في فتنة لم تتفاقم لحسن الحظ), وفترك من ترك من فنيي القناة (الهواء) مفتوحا مع بعض التسجيلات .

طبعا حولت الريموت الى القناة وحدث ولا حرج
شيء في منتهى الغرابة ,"الجماعة مهدودين هـدد" والاغرب استمتاع العديد بالمشاهدة , و ال"مشــاركة" وكاننا في حفلة شتم جماعي , حضورها سكارى بدئوا يخلغون ثيابهم تحت تأثير مخدر ال إل . أس .دي
اللذي اكتشف في الستينات و كان شهيرا بمعدلات انتحار متناولية الكبيرة

!

هل نحن اغبياء و سطحيون لهذة الدرجــة ؟


الا تكفي ترسانة من الايات مثل " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ


لردع هواة الشتائم و فرسان البذاءة ومعاركهم الدونكيشوتية؟




حتى من يدعي الفكر الحر والحداثة و ال"عصرية" (و هي بالمناسبة غير عَرق العصرية العراقي -بفتح العين- و اللذي يباع في بعض مناطق سوريـا المحاذية للحدود) , حتى هؤلاء تجدهم متسلحين بجُعَبٍ من الشتائم اللتي لا يشق لها غبار جاهزة لاطلاقها على رؤوس العـدا و المناوئين و كانهم صدام و ترسانة صواريخة الشهيرة


أم انها ببساطة مسألة أن من أمِن العقـاب أســاء الأدب؟

beep peeb